النفاس وأحكامه
والنفاس كالحيض فيما يحل؛ كالاستمتاع منها بما دون الفرج، وفيما
يحرم؛ كالوطء في الفرج ومنع الصوم والصلاة والطلاق والطواف وقراءة القرآن واللبث في
المسجد، وفي وجوب الغسل على النفساء عند انقطاع دمها كالحائض، ويجب عليها أن تقضي
الصيام دون الصلاة؛ فلا تقضيها كالحائض.
والنفاس دم ترخيه الرحم للولادة وبعدها، وهو بقية الدم الذي احتبس
في مدة الحمل، وأكثر مدته عند الجمهور أربعون يوما.
قال الترمذي: أجمع أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم على أن النفساء تدع الصلاة
أربعين يوما؛ إلا أن ترى الطهر قبل ذلك؛ فتغتسل وتصلي ا ه.
فإذا انقطع دم النفساء قبل الأربعين، فقد انتهى نفاسها، فتغتسل
وتصلي وتزاول ما منعت منه بسبب النفاس.
وإذا ألقت الحامل ما تبين فيه خلق إنسان، بأن كان فيه تخطيط، وصار
معها دم بعده؛ فلها أحكام النفساء، والمدة التي يتبين فيها خلق الإنسان في الحمل
ثلاثة أشهر غالبا، وأقلها واحد وثمانون يوما، وإن ألقت علقة أو مضغة؛ لم يتبين فيها
تخطيط إنسان؛ لم تعتبر ما ينزل بعدها من الدم نفاسا؛ فلا تترك الصلاة ولا الصيام،
وليست لها أحكام النفساء.
تنبيه هام:
وهنا مسألة يجب التنبيه عليها، وهي أن البعض من النساء قد تتناول
دواء لمنع نزول دم الحيض حتى تتمكن من صيام رمضان أو أداء الحج فإن كانت هذه الحبوب
لمنع نزول الدم فترة ولا تقطعه؛ فلا بأس بتناولها، وإن كانت تقطع الحيض قطعا مؤبدا؛
فهذا لا يجوز؛ إلا بإذن الزوج؛ لأن هذا يترتب عليه قطع النسل.
هذه جمل من أحكام الحيض، مررنا عليها مرا سريعا، وتفاصيلها تحتاج
إلى وقت طويل، لكن يجب على من أشكل عليه شيء منها أو من غيرها أن يسأل العلماء،
فسيجد عندهم إن شاء الله ما يزيل إشكاله، وبالله التوفيق
الملخص الفقهي للشيخ صالح بن
فوزان بن عبد الله الفوزان غفر الله له ولوالدي